فصل: (سورة الأعراف: آية 58)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{بشرا}، جمع بشور، صفة مشتقة مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بفتح الفاء، أو جمع بشير، وبشر بضم الباء وسكون الشين وهو مخفف من بشر بضمتين.
{ثقالا}، جمع ثقيل وثقال بفتح الثاء وضمها، من ثقل يثقل باب نصر، وهو صفة مشبّهة وزن ثقال فعال بكسر الفاء وفتح العين... وثمة جمع آخر لثقيل هو ثقلاء بضمّ الثاء، وثقل بضمتين.

.البلاغة:

1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحابًا ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي كما أحيينا الأرض بعد موتها بإنزال الماء عليها، وإخراج النبات والثمرات منها نخرج الموتى من الأرض ونبعثهم أحياء في اليوم الآخر.
ووجه الشبه في إخراج الأموات بإخراج النبات أن المنزلة فيهما سواء، والقادر على أحدهما قادر على الآخر في مقتضى العقل.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} أي قدام رحمته وهو من المجاز، والمراد بالرحمة المطر. وسمي رحمة لما يترتب عليه بحسب جري العادة من المنافع. والعلاقة هي السببية، لأن اليد سبب الإنعام، والإنعام الرحمة.
3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى: {كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى} أي مثل ذلك الإخراج وهو إخراج الثمرات {نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} وسمي مرسلا لذكر أداة التشبيه.

.[سورة الأعراف: آية 58]

{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {البلد} مبتدأ مرفوع {الطيّب} نعت للبلد مرفوع مثله {يخرج} مضارع مرفوع نبات فاعل مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه {بإذن} جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من نبات رب مضاف إليه مجرور والهاء مثل الأول الواو عاطفة {الذي} موصول في محلّ رفع مبتدأ {خبث} فعل ماض والفاعل هو- وهو العائد- {لا} حرف ناف {يخرج} مثل الأول والضمير الفاعل يعود على النبات إلا أداة حصر {نكدا} حال منصوبة {كذلك نصرف الآيات} مثل كذلك نخرج الموتى، {لقوم} جار ومجرور متعلّق بـ {نصرّف}، {يشكرون} مثل تذكرون.
جملة {البلد... يخرج} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يخرج نباته...} في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة {الذي خبث....} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {خبث....} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة {لا يخرج....} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذي}.
وجملة {نصرّف...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يشكرون} في محلّ جر نعت لقوم.

.الصرف:

{نكدا}، صفة مشبهة من فعل نكد ينكد باب فرح وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين.

.[سورة الأعراف: الآيات 59- 64]

{لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)}.

.الإعراب:

اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {أرسلنا} فعل ماض مبني على السكون... ونا ضمير في محلّ رفع فاعل {نوحا} مفعول به منصوب إلى قوم جار ومجرور متعلق بـ {أرسلنا}، والهاء ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة قال فعل ماض والفاعل هو يا حرف نداء قوم منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف... والياء ضمير في محلّ جر مضاف إليه {اعبدوا} فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل الله لفظ الجلالة مفعول به منصوب ما حرف نفي اللام حرف جر وكم ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر مقدم من حرف جر زائد {إله} مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر غير نعت لإله تبعه في المحلّ فهو مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه أن حرف مشبه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إن {أخاف} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا على حرف جر وكم ضمير في محلّ جر متعلق بـ {أخاف}، {عذاب} مفعول به منصوب {يوم} مضاف إليه مجرور {عظيم} نعت ليوم مجرور.
جملة {أرسلنا....} لا محلّ لها جواب قسم مقدر... وجملة القسم استئناف.
وجملة {قال....} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة النداء {يا قوم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {اعبدوا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {ما لكم من إله...} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {إني أخاف عليكم...} لا محلّ لها تعليلية.
وجملة {أخاف عليكم...} في محلّ رفع خبر إن.
(60) {قال} مثل الأول {الملأ} فاعل مرفوع {من قوم} جار ومجرور متعلق بحال من الملأ والهاء ضمير مضاف إليه أنا مثل إني اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد نرى مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والكاف ضمير في محلّ نصب مفعول به {في ضلال} جار ومجرور متعلق بـ {نراك}، {مبين} نعت لضلال مجرور.
جملة {قال الملأ....} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {إنا لنراك...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {نراك....} في محلّ رفع خبر إن.
(61) قال مثل الأول {يا قوم} مثل الأولى {ليس} فعل ماض ناقص- ناسخ- جامد الباء حرف جر والياء ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم {ضلالة} اسم ليس مؤخر مرفوع الواو عاطفة لكن حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للاستدراك والياء ضمير في محلّ نصب اسم لكن {رسول} خبر مرفوع {من رب} جار ومجرور متعلق بنعت لرسول {العالمين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة {قال....} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {يا قوم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {ليس بي ضلالة} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {لكني رسول...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
(62) أبلغ مثل أخاف وكم ضمير مفعول به {رسالات} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة رب مضاف إليه مجرور والياء ضمير مضاف إليه الواو عاطفة {أنصح} مثل أخاف {لكم} مثل عليكم متعلق بـ {أنصح}، الواو عاطفة {أعلم} مثل أخاف {من الله} جار ومجرور متعلق بـ {أعلم}، ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {لا} حرف ناف {تعلمون} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل.
جملة {أبلغكم...} في محلّ رفع نعت ثان لرسول.
وجملة {أنصح لكم} في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم.
وجملة {أعلم....} في محلّ رفع معطوفة على جملة أبلغكم.
وجملة {تعلمون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
ضمير في محلّ جر متعلق بنعت لرجل اللام للتعليل ينذر مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وكم ضمير مفعول به الواو عاطفة {لتتقوا} مثل لينذر، وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤول أن جاءكم... في محلّ جر بحرف جر محذوف تقديره من... متعلق بعجبتم.
(63) الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة عجبتم مثل أرسلنا أن حرف مصدري جاء فعل ماض وكم ضمير مفعول به {ذكر} فاعل مرفوع من رب مثل الأول متعلق بنعت لذكر وكم ضمير مضاف إليه {على رجل} جار ومجرور متعلق بنعت ثان لذكر من حرف جر وكم.
والمصدر المؤول أن ينذر في محلّ جر باللام متعلق بـ {جاءكم}.
والمصدر المؤول أن تتقوا في محلّ جر باللام متعلق بـ {جاءكم} لأنه معطوف على المصدر أن ينذر.
الواو عاطفة {لعلكم ترحمون} مثل لعلكم تذكرون...
والفعل مبني للمجهول، والواو نائب الفاعل.
جملة {عجبتم....} لا محلّ لها معطوفة بالواو على جملة مستأنفة.
وجملة {جاءكم ذكر} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن الأول.
وجملة {ينذركم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن الثاني.
وجملة {تتقوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن الثالث.
وجملة {لعلكم ترحمون} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {ترحمون} في محلّ رفع خبر لعل.
(64) الفاء استئنافية {كذّبوا} فعل ماض وفاعله والهاء ضمير مفعول به الفاء عاطفة {أنجينا} مثل أرسلنا والهاء مثل السابق الواو عاطفة الذين موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في {أنجيناه}، مع ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف الصلة المحذوفة والهاء ضمير مضاف إليه {في الفلك} جار ومجرور متعلق بالصلة المحذوفة الواو عاطفة {أغرقنا} مثل أرسلنا الذين موصول في محلّ نصب مفعول به {كذبوا} مثل الأول بآيات جار ومجرور متعلق بـ {كذّبوا}، ونا ضمير مضاف إليه {إنهم} مثل إني {كانوا} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضم... والواو اسم كان {قوما} خبر كان منصوب {عمين} نعت لقوم منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة {كذّبوه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {أنجيناه....} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {أغرقنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
وجملة {كذّبوا بآياتنا} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة {إنهم كانوا....} لا محلّ لها تعليلية.
وجملة {كانوا قوما...} في محلّ رفع خبر إن.

.الصرف:

{رسالات}، جمع رسالة الاسم من أرسل، وقد تكون اسما جامدا دالا على الشي ء المرسل، وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها.
{عمين}، جمع عم، صفة مشبهة من عمي يعمى باب فرح وزنه فع بفتح الفاء وكسر العين، وفي عم إعلال بالحذف، حذفت منه الياء لأنه اسم منقوص... وفي عمين إعلال بالحذف أيضا أصله عميين بياءين، الأولى مكسورة والثانية ساكنة، حذفت الأولى لاستثقال الكسرة عليها وتسكينها ونقل حركتها إلى الميم قبلها، وبسبب التقاء الساكنين بعد ذلك.

.البلاغة:

- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} وقوله: {لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ} فقد جعل الضلال ظرفا والضلال ليس ظرفا يحل فيه الإنسان. لأنه معنى من المعاني، إنما يحل في مكانه فاستعمال الضلال في مكانه مجاز مرسل أطلق فيه الحال وأريد المحلّ، فعلاقته الحاليّة، وفائدته المبالغة في وصفه بالضلال وإيغاله فيه، حتى كأنه مستقر في ظلماته لا يتزحزح عنها.

.الفوائد:

1- اتفق العلماء على أن اللام الموطئة للقسم تأتي متصلة بقد تجاوبا مع تأكيد ما أقسم عليه، وشذت عن هذه القاعدة أقوال ندّت عن لسان قائليها ولا يقاس عليه كقول امرئ القيس:
حلفت لها بالله حلفة فاجر ** لناموا فما إن من حديث ولا صال

وكان حقه أن يقول: لقد ناموا فحذف قد استجابة لصحة الوزن.
فتأمل....!